كلمة أمين عام الجائزة
جسّدت دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً، وحكومةً، وشعباً قيم ومعاني المحبة والتعايش وقبول الآخر باعتبارها أبرز القيم الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية التي قامت عليها منذ تأسيس دولة الاتحاد في عام 1971، على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه من الآباء المؤسسين، فيما يواصل المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات.
آمنت دولتنا بأن التسامح هو العمود الفقري ومرتكز الاستقرار والنماء لجميع الحضارات والأديان والثقافات؛ لذا كان الحرص المبكر والسباق على أن تتجلى في قوانينها ونهجها هذه القيمة الإنسانية السامية والعظيمة، فصاغت "قانون مكافحة التمييز والكراهية"، وأطلقت "البرنامج الوطني للتسامح" وأسست عدة مراكز لمكافحة التطرف منها المعهد الدولي للتسامح في دبي، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح، وأعلنت 2019 عاماً للتسامح لتكون جميعها شواهد تجسدت من خلالها أساسيات التعايش السلمي وقيم التسامح بين مختلف فئات المجتمعات ما جعلها أيقونة التسامح، ونموذجاً متميزاً في تآلف وتواد جميع مكوناتها وفئاتها، ودولة ملهمة للعالم في احترام المذاهب والأديان كافة، وإشاعة مبادئ السلام، باعتبارِ أن التعايش السلمي إرثا حضارياً وإنسانياً يشكل عصباً للحياة وشرطاً لاستمراريتها.
وتؤكد أهداف المعهد والجائزة أهمية تعزيز وتأصيل القيم الإنسانية المشتركة نحو السلام، والتسامح، والحوار، واحترام التعددية، وقبول الآخر، لتحقيق السلم العالمي والعيش المشترك بين البشر، كما تؤكد على إحداث حركة تنويرية من خلال التوعية بأهمية الحوار والتسامح، ونبذ التعصب والتشدد، وتعظيم قيم الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى إشاعة المحبة والسلام والتعايش بين الجميع، باعتبارها أنبل مقومات المجتمعات الناجحة، التي تتطلع إلى المزيد من الإنجازات والاستقرار والتنمية.
إن ما تحقق من تماسك وانصهار فريد بين أكثر من مائتي جنسية تقيم على أرض الدولة، إنما جاء نتيجة لأصالة النسيج المجتمعي الإماراتي وموروثاته، التي تعكس رؤية حكيمة وثاقبة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، الذي قدم الإمارات كمثال نموذجي وملهم في التسامح والتعايش السلمي نعيشه اليوم في أبهى صوره وأكثرها تألقاً وإشعاعاً.
اللواء أحمد خلفان المنصوري - أمين عام جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح